الشخصية الدرامية

يقول ريموند وليمز" إن المسرحية بوصفها شكلا أدبيا هي ترتيب الكلمات موضوعة من أجل الأداء التمثيلي المنطوق بواسطة جماعة من الممثلين أي أن المسرحية تكتب أساسا للإنتاج والعرض من خلال التفاعل بين ممثل وشخصية درامية لتجسيد دور مسرحي ، بمعنى أن الممثل بأحد مناهجه الأدائية المتعددة والمختلفة يحول الشخصية الدرامية من كائن متخيل مضمر بين دفتي كتاب إلى كائن حي في زمن العرض

وإذا كان التعريف لا يتضمن الجمهور كمكمل لحلقة العرض ، إلا أنه يفهم ضمنا أن حلقة العرض لا تتم إلا بوجوده ، ليستقبل العرض معايشا أو متأملا أو يتناوله كفعل طقسي فيمارس اللعب المسرحي مع الممثلين ، وكأنه في حفل تعبدی، تلبس وجدانه.

ولما كانت الاصطلاحات المسرحية ، الشخصية / الممثل / الدور ، كعناصر بنائية في فن التمثيل ، قد استخدم بعضها ليدل على البعض الآخر تاريخيا وحاليا يفصل بينها توجهات النقد الحديث تحديدا ، فإن هذه الدراسة في هذا الفصل تبحث العلاقة بين الشخصية الدرامية والممثل والدور، وذلك في إطار التطور التاريخي لهذه العلاقة وما اشتملت عليه من تداخل وتفارق ، لتحديد مفهوم الشخصية الدرامية مرتكز الممثل لتجسيد الدور المسرحي ، ثم كيفية دراستها باعتبارها حاملة لوظيفة أدائية ذات طبيعة أيديولوجية بنيوية من خلال خطابها وخطاب المؤلف مع التطبيق على نصوص مسرحية مثل بيت برنارد ألبا للوركا ، وصندوق الأقنعة لخيمی سالوم ونجمة أشبيلية للوبي دي بيجا ، أنتبجون السوفكليس، ثم دراسة علاماتية نفسية لشخصيات عرس الدم للوركا 

من كتاب الممثل والدور المسرحي

للمؤلف: رضا غالب